أعماله:
(Leviathan) .. ليفياثان) تمثال هائل الجحم صنعه كابور خصيصاً لفضاء (مونومنتا) في قاعة الـ(كَران باليه) بباريس، إستخدم كابور لصنعه(27 ألف متر مربع)من القماش (15 طناً) وآلاف القطع المعدنيّة والخشبيّة، بمساعدة 40 متخصّصاً، وهو على شكل فقاعة عملاقة ناعمة الملمس داكنة الحمرة. والإسم مأخوذ من التوراة، وهو لوحش بحري أسطوري ضخم رهيب. ويرمز هذا المخلوق الخرافي إلى الفوضى المطلقة وإلى طبيعة القوى التي كانت تحارب إسرائيل في العهد القديم. وذُكر هذا الكائن الخرافي في أسطورة الخلق البابلية وملحمة جلجامش على شكل خمبابا، وحش الغابة الذي صرعه جلجامش ورفيقه أنكيدو، أو على هيئة اللوياثان الذي ذبحه الإله الكنعاني بعل...قال الفنان كابور عن تمثاله هذا:”أتناول العلاقة اللامتناهية بين النظام الفلكي وظلمات عالمنا الجسديّة؛ فالإنسان يتساءل عن خبايا الأرض وماتحت جلده، شأن النحات الذي يستند إلى معطيات فيزيائية سرعان ما ترتقي إلى معطيات ميتافيزيقية، والنحت ليس سوى وسيلة لطرح التساؤل عن مادية العالم” ويُذكَر أن كابور قد أهداه إلى الفنان والناشط الحقوقي الصيني آيويوي،الذي أعتقل في بلاده وحبس في سجن انفرادي.
ولا ينطوي هذا العمل الفنّي العملاق الذي يحتل ثلاث قاعات عرض متصلة بعضها مع بعض على إحالات أو تفاصيل تجعل المشاهد يقف على مصدره الحقيقي، فبقي غامضاً بعض الشيء. ويطرح هذا العمل سؤالاً آخر مهماً يتعلق بحجم العمل الفنيّ بشكل عام.
فهل كان من الممكن تقليص حجم لوياثان ليُعرَض في قاعة واحدة بدلاً من ثلاث قاعات؟ بلا شكّ أنّ هذا “النصب” سيفقد بعضاً من إيحاءاته الرمزية إذا ما قٌلّص حجمه، لأنّ صورة لوياثان طبعت في مخيلة البشرية باعتباره تجسيداً لقوى الشرّ الفتاكة الهائلة التي تتربض بالإنسان في كلّ لحظة.
(مرآة السماء) (2001) التي عرضت في موقع خارج مسرح نوتنغهام، كتب عنها الناقد القدير الأستاذ فاروق يوسف: “سيكون مدهشاً أن نكتشف أن الفنان(…) انسان يكتب يومياته، ميزته عنا تكمن في انه استطاع ان يسخر موهبته من أجل أن يقبض على المعنى (…) في كل بيت هناك مرآة. هناك مرايا كثيرة في كل بيت، لكن مرآة انيش كابور التي كلفت عشرة ملايين دولار هي مرآة استثنائية. كذلك بوقه في تيت غاليري. سيكون المرء سعيداً؛ لأنه يرى نفسه في مرآة كابور التي لا يتوقف معناها عند مفهوم الوصف. هي مرآة العالم كله وقد صار قادراً على الإنصات إلى الحقيقة”
تابع الجزء الثاني من أعمال المبدع أنيش كابور
الكاتبة : أسماء خالد العماري
أسماء خالد العماري كاتبة *حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم.من كلية التصاميم والفنون في الرسم والفنون. تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. جامعة الملك عبدالعزيز. *حازت على جائزة التحدي. مسابقة tiny لأصغر لوحة. كلية التصاميم. *حاصلة على عدة دورات و شهادات في مجال التربية الفنية.* مشاركة في ملتقى ومعرض منارة العرب الدولي الثاني الالكتروني للثقافة والفنون. الاردن.