– اضطرابات نفسية تصيب الرسامين –
في ظل إنتشار العديد من الموضوعات التي تُناشِد بإستخام الفنون علاجيًا تظهر على الجانب المقابل بعضًا من الاقاويل التي تنعت الفن وأهله باللإضطراب , ولم يعد يخفى على أحدنا اليوم النهاية المأساوية للأحد أكبر فناني مدرسة ما بعد الإنطباعية “ڤينيست ڤان جوخ” فما هي الحقيقة الغائبة و الأسباب ؟
إنطلاقًا من هذا المنبر أًجريت العديد من الدراسات في محاولة لإكتشاف حقيقة الترابط بين الإضطراب والفن , وفي إحدى الدراسات التابعة ل “سي إن إن” والمتعلقة بالفن وداء الفصام كشفت أن المبدعين الذين لديهم مستويات عالية من القدرة على الإبتكار, يتمتعون بقدرة أكبر في الحصول على مزيد من المعلومات , لكنهم لا يستطيعون تجاهل المعلومات التي تدخل إلى أدمغتهم ,
مما يعني أن دماغهم غير قادر على تصفية تلك المعلومات , مما يجعلهم في حاجة أكبر للتنفيس عنها عن طريق الفنون المختلفة . كما ذكر الدكتور الصمعان استشاريًا للطب النفسي ورئيسًا لقسم الأمراض النفسية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمملكة العربية السعودية مضيفًا أن الأدباء والفنانين والرسامين يعانوا من الأمراض النفسية المختلفة وذلك من واقع جيناتهم الوراثية حيث اثبتت الأبحاث أن فئة المبدعين تنتشر بينهم الأمراض النفسية في خرائط جيناتهم الوراثية، إلا أن الأمر لم يقتصر عليهم فقط شملت الخرائط الجينية لأقاربهم أمراضا نفسية أيضا.
كما وسأقتبس أحد السطور للكاتب عبد اللطيف خالد القرين في كتابه بعنوان( هارون أخي ) مقتبسًا بدوره إحدى أقوال السياسي الحكيم “يقول علي عزت بيجوفيتش في وصفه للأعمال الفنية : “أن الفن نتيجة نار توهجت في روح أحدهم” وصدق بيجوفيتش , فلا يمكن للعمل أن يكون إبداعيًا وخلاقًا مالم ينتج عن صراع فكري أوجداني أو غيره”.
وفي ذكرنا لأمثلة تلك الإضرابات التي ألحقت بعضًا من عظماء الفن الذين خُلد ذكرهم في التاريخ فلن تخلو السطور من معاناة الرسام العالمي “بيكاسو” وصاراعاته مع الفصام , و”ڤان جوخ” بجانب الكاتبة الشهيرة “فرجينيا وولف” في رحلتيهما مع ثنائي القطب وأمزجته,ومازال الإكتئاب يعد من اكثر الإضطرابات النفسية التي تصيب الإنسان فكان للكاتبة الروائية الشهيرة “جيه كي رولينج” صاحبة سلسلة روايات هاري بوترطريقًا طويلًا من المعاناة ولم يُفلت “أبو حيان التوحيدي” من قبضته أيضًا حيث أحرق جميع كتبه ومؤلفاته , ….
ختامًا ننوه على أن هذه الأبحاث والدراسات ليست تأكيدًا حصرًا لإصابة كل من تربطه علاقة بالفن بها وتكمن العوامل المساعدة للإصابة بأحدها سلسلة طويلة من المُفارقات المتعلقة بالجينات الوراثية والتجارب الشخصية والبيئة المحيطة وغيرها وليس الفن بحد ذاته مسببًا لها , إلا أننا نسلط الضوء تسليطًا عميقًا لإعطاء هذه الزاوية إهتمامًا أكبر عن طريق إحتضان الفنانين والمبدعين في عالمنا العربي وتوفير البيئة السليمة لتخصيب إبداعهم حرصًا على تمهيد الطريق لسلوكهم طريقًا مُعبدة متفاديين مآسي الحوادث السابقة .
الكاتبة : آية عبدالكريم
– عضوة دائمة بفريق سواعد التطوعي – حاصلة على عدة شهادات من جهات مصرحة مختلفة + شهادتين من مركز المعلم القدوة بجامعة دار الحكمة. – حاصلة على شهادة مشاركة عمل تطوعي من فريق سما الخيل .خبرة في إستخدام ألوان البريزما