هل يوجد من يرتكبون جرائم كبيرة و يتسترون عليها بإسم الفن ؟كلنا لنا معرفة بالفن و ايجابياته و سماته المتعددة و كم انه مهم فوقتنا الحالي لكن هل لنا دراية بما يحدث خلف الكواليس ؟
كلنا لنا معرفة بمواهب الفنانين و نظرتهم الاخرى للحياة و يصنعون ابهج اللوحات و اكثرها جمالا ذات معنى خاص ، لكن هل نعرف من يستغل كلمة فنان ؟ .هل لنا علم او دراية بأنه يوجد من يفتعل جرائم كبيرة تحت مسمى الفن و دراسته ويشوه الفن بأفعاله الوضيعة ؟
سأتكلم اليوم عن احدى المواضيع ذات اهمية كبيرة و حساسة جداً ” التحرش بواسطة الفن و دراسته “ابتدأت دراستي في كلية الفنون في إحدى الجامعات كأي فتاة طبيعية انتهت من دراستها للثانوية بنجاح ، مع معارضة العائلة لي لكن كان حُلمي أن التحق في تِلك الكلية و استمر في انتاج الفن و التعمق فيه و دراسته بالشكل المطلوب .لما اعلم انني سأرى و أواجه اشياء اكبر من كونِ سأدرس الفن ، انقلب حبي لدراسة الفن لخوف كبير لمواجهة يومي هُنا..
لمن ليس له خلفية عن دراستنا فنحن نقضي العديد من الساعات و الايام فالكلية و بالتحديد المرسم ننتج لوحات و نتعلم اساليب و مواضيع جديدة ، بمعنى أدق نقضي نصف او اغلب يومنا نرسم فالمرسم عادةً .انا من أتيت بأحلام كبيرة أختفت بوجود ” الدكتور أحمد ” .انا من أتيت شعلة نارية من الحماس و البهجة انقلبت خوف و رماد يحوم فالارجاء انا احيا لاحياة .
نعم انه استاذي و يدرسني و كل الاوقات معه لانه من يدرس الرسم بكل تفرعاته و الاكبر من ذاك انه رئيس القسم بمعنى اخر ، لا هروب…..لما يدفع شخص فنهاية عمره ان يتحرش بفتيات في ربيع عمرهم ؟ ما اسباب وجود كائنات مثله ؟ لا يوجد جواب .لطالما تعاملت بلطف تام ، بتربية أمي لي ، لم يكن لدي فكرة بأن الناس وحوش و ليس الكل أناس طيبون .لم اكن افهم و لا استوعب الكلام و لا تلميحات اللتي كان يقولها لي ابداً ، لازلت واثقة ان الناس طيبون و خاصة الكبار فالسن فهم اطيب البشر ، ههههه يا لي من حمقاء صغيرة .انتقل من الكلام و التلميحات للتحرش الجسدي و كانت تلك الصدمة الكبرى بالنسبة لي ، شيء جعلني اتمنى الموت يومياً .كل حركاته و لمساته كلها تحت مسمى “الفن و تدريسه” بحسب قوله انه فقط يشرح تركيبة الجسم و العضلات على اي فتاة يراها .هل يحق لشخص شرح تفاصيل الجسم على فتاة تدرس عنده ؟ هل يحق لك لمس جسد فتاة و تتستر على فعلتك بالفن و انه يجب تدريسه عملي و شرحه هكذا ؟لمسات، نظرات، ضحكات، غمزات، كلام مموه…لم يعد لي القدرة للنوم بسلام ، الكوابيس تلاحقني ، احلامي تدمرت ، الم داخلي كبير…
نعم تعرضت للتحرش من قبل الدكتور احمد ! انا ضحيته .وجود متحرش بقربك يومياً ، طيفه يحوم فكل ارجاء المكان امر مدمر نفسياًتتحملين وجهه يوميا و كلامه يوميا مرارا و تكرارا و فالنهاية…لن تتكلمي و لن تتحدثي لان لا احد سيصدقك من لديه الدعم و القوة و المكانة لن يجدو فيه عيب حتى لو كان الدليل امامهم ، كيف سأواجهه ؟ انا و بعض الفتيات المسكينات من كنا ضحية متحرش متستر بإسم الفن وجود امثال الدكتور احمد كثر ، يضعون الفن ذريعة للاختباء خلفها و التستر على افعالهم و ارضاء حاجاتهم ، و لا يهتمون بالضحايا و ألمهم و كيف سيتقبلون العالم الخارجي .هل سأتحدث عن كم محاولة انتحار اقدمت على فعلها ؟ .
ان تجهر صوتك و تتكلم و تطالب بحقك في موضوع مثل التحرش و تتهم شخصية كبيرة و يصدقونك هادا امر مستحيل ، ففنهاية انتِ طالبة عنده على الاكيد لن يأخذو كلامك على محمل الجد و سيعتقدون انه هناك مشكلة فالدراسة فلجأتي للاتهامات الباطلة … ب
نظرهم طبعا .تحدثت الى زميلاتي بان نجتمع كلنا سوياً و نقدم شكوى في ذاك الوحش لننقذ باقي الفتيات بعدنا ، ان نجتمع كلنا على كلمة واحدة لن يكون صعبا احداث فارقاً على الاقل لن نشعر بالخوف معاً .ألم تسمعوا بجملة ( ما عدو المرأة الا المرأة نفسها ) ؟ انطبقت هاذه الكلمات علينا تماماً…
حاربونا ، كذبونا ، طعنوا في شرفنا ، قللو من قيمتنا ، تم اعلان الحرب علينا ، السنا انا و انتِ نساء ؟ هل تقفين في صف المتحرش امام صديقتك ؟ نعم هذا ما حدث لم يصدقونا ، انقطع السبيل و انتهت القوى ، الى اين ينجرف بنا العالم..خياران اما الاستمرار فالدراسة معه و استمر فتعرضي للتحرش ، واما مغادرة الكلية لانتقل لمكان اخر بعيداً عن شغفي و اجد الاستقرار النفسي…و اخترت الخيار الثاني ، ففنهاية لا يوجد شخص عاقل يتقبل الامر و يسمح باستمراره ، اما المواجهة او الهروب ، وللاسف هربت فاراً بعيداً عنه و عن اي شيء مرتبط به ولو قليلاً .هربت و اعترف بذلك لم استطع ان اواجهه و التحدث بصوت عال عن حقوقي و الظلم الذي اعيش فيه…
هربت .ليس كل شخص رسام او فنان بشكل عام قادر على تقدير الفن او الموهبة التي امتلكها و ليس كل من في منصب ما فالمؤسسات او الدولة انسان محترم و ينجز عمله بدقة دون التلاعب بالامور الاخرى .ليس كل انسان يمتلك انسانية…يشوهون صورة الفن و الفنانين ، يدمرون كل ما هو جيد ، هل هم اناس بحق ؟كم يوجد فتاة مثلي التزمت الصمت ؟ و لم تستطع ان تتكلم و تواجه ؟ اعتقد يوجد الكثيرون ، للاسف ما باليد حيلة .من حياة ملونة بأزهى الالوان اصبحت رمادية يكسوها الغبار ، انتهى الشغف انتهى حب الحياة…انا انتهيت .
الكاتبة : نور الكريكشي
نور الكريكشي طالبة فالتصميم الداخلي من ليبيا طرابلس تحديداً رسامة و كاتبة و قارئة و مهتمة بالفنون جميعاً و ايضاً باللغات و المكياج السنيمائي الفن حياة الفن سبب للعيش.
:: من لوحات الفنانة و الكاتبة نور الكريكشي ::
1 فكرة عن “التستر بواسطة الفن”
الوحوش البشرية موجودة في كل مكان وزمان لا نسطيع صدهم ومواجهتهم . ولكن نسطيع التحكم في مارد الذكاء الذي بداخلنا فهو منقدنا من أقسى وأعنف مواقف تواجهنا . عزيزتي الذكاء سلاح تتميزين به .مقالة جداً عميقة موفقة نور .
التعليقات مغلقة.