كان ينظر بعينين باردتين نحو تلك القطعة من القماش، كانت قطعة لا تحمل أي ملامح أي عمق او مضمون كانت فقط إنعكاساً لفراغ ذهنه وبرودة رؤيته.
هل علي أن أرسم؟ قال محدثاً نفسه، هل علي أن أشكل تلك القطعة من القماش أم أن اتركها فارغه؟ هل سيعلم أحد إن رسمتها؟ هل سأحظى بالتصفيق؟ هل أسكب مشاعري عليها أم أحميها بداخلي؟ ما المعنى من كل ذلك؟
-تسائل أخذاً المشورة من ذاته
مامعنى ما أفعله؟ هل أستطيع التأثير في أحد ما من خلاله؟ هل أستطيع أن أغير شعوري من خلاله؟ نعم قد يسعدني الرسم كثيراً…. لكن هل أستطيع تحويله إلى أداة يمكنها التحدث نيابةً عني؟ كوني لا أرغب في الحديث كثيراً..
عاد للإجابة على تساؤلاته
لربما نعم يمكنني ذلك ! لكن كيف؟ ومخالب الاكتئاب تجتز فؤادي؟ هل الألوان يمكنها إنقاذي؟
وإنقاذ الأخرين من تلهف الإعجاب، وتحويل الرسم الى أداة للعلاج؟ للمتعة ؟ للفن ولا شيء غير جمال الفن؟
أخذ الفراغ الداخلي يخيم عليه وغيمة سوداء تغيب رؤيته وشعر مرة أخرى باللاجدوى
أخذ ينظر لتلك الفُرش والأدوات المتناثره من حوله على الأرض كمن ينظر لها من أعلى برج، شعر بمدى بعده عنها وإتساع الفجوة بينهما..
هل علي التسائل مرة أخرى؟ أم فقط علي أن أرمي نفسي للمجهول وأخذ الخطوة نحو أعماق ذاتي مستعيناً بالرسم؟ ما أسوء شيء قد يحدث؟
الخطر هو وهم عقلي ، واللاجدوى هي فراغ مشاعري، لكن الرسم هو الجمال بعينه
لا زالت الغيمة السوداء تقف فوق رأسه لكنه أختار أن يعبر من خلالها بإستخدام أدواته
الكاتبة : رهف العتيبي
بكالوريس ادارة اعمالمترجمة وكاتبة ورسامة عملت مترجمة ,، شغوفة بالكتابة والرسم أهوى التحليل النفسى و الموسيقى والفن بأنواعة وقراءة الكتب الفلسفية العميقة وكتب الديانات والحضارات القديمة
فكرتين عن“هلوسة فنان”
“لا زالت الغيمة السوداء تقف فوق رأسه لكنه أختار أن يعبر من خلالها بإستخدام أدواته”
مقال رائع! سلمت يمناك.
التعليقات مغلقة.